فصل: الثاني عشر ما جاء في التنزيل

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: إعراب القرآن **


 الحادي عشر ما جاء في التنزيل من الاشمام والروم

والإشمام يكون في الرفع دون الجر والروم يكون في الرفع والجر جميعاً‏.‏

فأما الذين أشموا فأرادوا أن يفرقوا بين ما يلزمه التحريك في الوصل وبين ما يلزمه الإسكان على كل حال‏.‏

وأما الذين لم يشموا فقد علموا أنهم لا يقفون أبدا إلا عند حرف ساكن فلما سكن في الوقف جعلوه بمنزلة ما يسكن على كل حال لأنه وافقه في هذا الموضوع‏.‏

وأما الذين راموا الحركة فإنهم دعاهم إلى ذلك الحرص على أن يخرجوها من حال ما لزمه إسكان على كل حال وأن يعلموا أن حالها عندهم ليس كحال ما سكن على كل حال وذاك أراد الذين أشموا إلا أن هذا أشد توكيداً‏.‏

قال‏:‏ وأما ما كان في موضع نصب أو جر فإنك تروم فيه الحركة وتضاعف وتفعل به ما تفعل بالمجزوم على كل حال وهو أكثر في كلامهم‏.‏

فأما الإشمام فليس إليه سبيل وإنما كان ذا في الرفع لأن الضمة من الواو فأنت تقدر أن لسانك في أي موضع من الحروف شئت ثم تضم شفتيك لأن ضمك شفتيك كتحريكك بعض جسدك وإشمامك في الرفع للرؤية وليس بصوت للأذن‏.‏

ألا ترى أنك لو قلت‏.‏

هذا معن فأشممت كان عند الأعمى بمنزلتها إذا لم تشمم فأنت قد تقدر على أن تضع لسانك موضع الحرف قبل تزجية الصوت ثم تضم شفتيك ولا تقدر على أن تفعل ذلك ثم تحرك موضع الألف والياء فالنصب والجر لا يوافقان الرفع في الإشمام‏.‏

فأما القراء فإنهم يطلقون على الروم في المجرور اسم الإشمام‏.‏

والحقيقة ما ذكرت لك عن سيبويه‏.‏

وأكثر ما يجئ الإشمام والروم في إدغام أبي عمرو فإذن أدغم المضموم أو المكسور فيما بعده‏.‏

وقد وقع الإجماع على إشمام حرف مضموم مدغم فيما بعده وهو قوله‏:‏ ‏"‏ قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف ‏"‏‏.‏

والقراء مجمعون على إشمام الضمة في النون الأولى من تأمنا ولم يختلفوا فيه إلا في رواية شذت عن نافع‏.‏

قال أبو علي‏:‏ وجه الإشمام أن الحرف المدغم بمنزلة الحرف الموقوف عليه من حيث جمعهما السكون فمن حيث أشموا الحرف الموقوف عليه إذا كان مرفوعاً في الإدراج أشموا النون المدغمة في تأمنا‏.‏

وقد يجوز ذلك في وجه آخر في العربية وهو أن يبين ولا تدغم ولكنك تخفي الحركة وإخفاؤها هو ألا تشبعها بالتمطيط ولكنك تختلسها اختلاساً‏.‏

وجاز الإدغام والبيان جميعاً لأن الحرفين ليسا يلزمانه فلما لم يلزما صارا بمنزلة اقتتلوا في جواز البيان فيه والإدغام جميعاً‏.‏

فالحروف المضمومة ثمانية‏:‏ قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ ونحن نسبح بحمدك ‏"‏ ‏"‏ حيث شئتما ‏"‏ ‏"‏ حيث شئتم ‏"‏ ونحن له مسلمون ‏"‏ ‏"‏ ونحن له عابدون ‏"‏ ‏"‏ ونحن له مخلصون ‏"‏ حيث ثقفتموهم ‏"‏‏.‏

والحروف المرفوعة خمسة‏:‏ قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ وإسماعيل ربنا ‏"‏‏.‏

‏"‏ شهر رمضان ‏"‏‏.‏

‏"‏ يشفع عنده ‏"‏‏.‏

‏"‏ الأنهار له ‏"‏‏.‏

‏"‏ المصير لا ‏"‏‏.‏

وأما المجرور الذي فيه الروم‏:‏ قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ فيه هدى ‏"‏ ‏"‏ ثم عفونا عنكم من بعد ذلك ‏"‏ ‏"‏ ثم توليتم من بعد ذلك ‏"‏ ثم قست قلوبكم من بعد ذلك ‏"‏ ‏"‏ بالبينات ثم اتخذتم ‏"‏ ‏"‏ قل إن هدى الله هو ‏"‏ ‏"‏ آيات الله هزوا ‏"‏ ‏"‏ النكاح حتى ‏"‏‏.‏

فأما قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ يحكم بينهم ‏"‏ فقد اختلف القراء فيه‏:‏ فذهب ذاهبون إلى أنه إدغام وذهب آخرون إلى أنه إخفاء‏.‏

ومما جاء في سورة عمران فيه روم المكسور وهو حرف واحد وهو قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ ومن يبتغ غير الإسلام ديناً ‏"‏ والمجرور تسعة أحرف‏:‏ ‏"‏ والحرث ذلك ‏"‏ ‏"‏ إلى يوم القيامة ثم ‏"‏ ‏"‏ من بعد ذلك ‏"‏ ‏"‏ ففي رحمة الله هم ‏"‏ ‏"‏ القيامة ثم ‏"‏ ‏"‏ الغرور لتبلون ‏"‏ ‏"‏ والنهار لآيات ‏"‏ ‏"‏ النار ربنا ‏"‏ ‏"‏ الأبرار ربنا ‏"‏‏.‏

فأما قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات ‏"‏ ففي كتاب أبي عمرو عن مجاهد قال‏:‏ اليزيدي ويعلم ما رفع وإذا أدغم لم يشم الميم المدغمة للضم‏.‏

وقال عباس‏:‏ يشم‏.‏

قلت‏:‏ ولعل عباساً إنما يشم ليعلم أنه ليس كقوله تعالى‏:‏ ‏"‏ ويعلم يجادلون في آياتنا ‏"‏ فيمن نصب‏.‏

كما رواه نعيم بن ميسرة عن أبي عمرو‏:‏ ويعلم ما بالنصب على الصرف‏.‏

ومن لم يشم أجراه على الأصل‏.‏

والرفع هو الوجه لأنه ليس جواباً للشرط إذ علم ما في السموات غير متعلق بالإخفاء والإبداء فأما ما يعلمه الله فعلى المجازاة‏.‏

وكذا ويعلم الذين يجادلون إنما هو على الوعيد والجزاء‏.‏

وأين هؤلاء من هذا الفرق والتخريج‏.‏

ومما جاء في سورة النساء يشم إشمام الضم فستة أحرف‏:‏ ‏"‏ حيث ثقفتموهم ‏"‏ ‏"‏ فتحرير رقبة ‏"‏ ‏"‏ وتحرير رقبة ‏"‏ ‏"‏ الملائكة ظالمى ‏"‏ ‏"‏ يريد ثواب الدنيا ‏"‏‏.‏

‏"‏ ولتأت طائفة ‏"‏ ‏"‏ وعملوا الصالحات سندخلهم ‏"‏ ‏"‏ وعملوا الصالحات سندخلهم ‏"‏ ‏"‏ وإلى الرسول رأيت ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة المائدة من ذلك أحد عشر حرفاً يشم إشمام الضم‏:‏ ‏"‏ تطلع على خائنة ‏"‏ ‏"‏ يبين لكم ‏"‏ ‏"‏ يبين لكم على فترة ‏"‏ ‏"‏ يعذب من ‏"‏ ‏"‏ ويغفر لمن ‏"‏ ينفق كيف ‏"‏ ‏"‏ ثالث ثلاثة ‏"‏ ‏"‏ كيف نبين لهم ‏"‏ ‏"‏ والله هو السميع ‏"‏ ‏"‏ أو تحرير رقبة ‏"‏ ‏"‏ قال الله هذا ‏"‏‏.‏

الحروف المكسورة‏:‏ ‏"‏ بالبينات ثم ‏"‏ ‏"‏ من بعد ظلمه ‏"‏ ‏"‏ من بعد ذلك ‏"‏ ‏"‏ فإن حزب الله هم الغالبون ‏"‏ ‏"‏ الصيد تناله ‏"‏ ‏"‏ الموت تحبسونهما ‏"‏ ‏"‏ الآيات ثم ‏"‏ ‏"‏ الصالحات جناح ‏"‏ ‏"‏ الصالحات ثم ‏"‏ فهذه تسعة‏.‏

ومما جاء في سورة الأنعام أربعة أحرف تشم إشمام الضم‏:‏ ‏"‏ نحن نرزقكم ‏"‏ ‏"‏ الموت توفته ‏"‏ ‏"‏ الليل رأى ‏"‏ ‏"‏ حيث يجعل رسالته ‏"‏‏.‏

والمكسورة‏:‏ ‏"‏ الأنثيين نبئونى ‏"‏ ‏"‏ الآيات ثم ‏"‏‏.‏

والمجرور حرف واحد‏:‏ ‏"‏ قل إن هدى الله هو الهدى ‏"‏‏.‏

الحروف المضمومة‏:‏ ‏"‏ حيث شئتما ‏"‏ ‏"‏ حيث شئتم ‏"‏ ‏"‏ نحن لك ‏"‏ ‏"‏ ينزع عنهما ‏"‏ ‏"‏ ونطبع على قلوبهم ‏"‏ ‏"‏ السحرة ساجدين ‏"‏ ‏"‏ ويضع عنهم ‏"‏ ‏"‏ سيغفر لنا ‏"‏‏.‏

والمكسور‏:‏ ‏"‏ السيئات ثم ‏"‏ ‏"‏ من الرزق قل ‏"‏ ‏"‏ عن أمر ربهم ‏"‏ ‏"‏ من الشيطان نزغ ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الأنفال‏:‏ المضموم‏:‏ ‏"‏ الأنفال لله ‏"‏‏.‏

والمكسور‏:‏ ‏"‏ الشوكة تكون ‏"‏ و ‏"‏ الفئتان نكص ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة التوبة‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ نحن نتربص ‏"‏ ‏"‏ نحن نعلمهم ‏"‏ ‏"‏ زادته هذه إيماناً ‏"‏ ‏"‏ ويؤمن للمؤمنين ‏"‏‏.‏

والمكسورة‏:‏ ومما جاء في سورة يونس‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ وما نحن لكما ‏"‏ ‏"‏ نطبع على ‏"‏ ‏"‏ الغرق قال ‏"‏‏.‏

والمكسورة‏:‏ ‏"‏ بالخير لقضى ‏"‏ ‏"‏ من بعد ضراء ‏"‏ وهما مجروران‏.‏

‏"‏ السيئات جزاء ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة هود‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ وما نحن لك ‏"‏ ‏"‏ أطهر لكم ‏"‏ ‏"‏ لما جاء أمر ربك ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ ومن حزي يومئذ ‏"‏ ‏"‏ الآخرة ذلك ‏"‏ ‏"‏ ففي النار لهم ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة يوسف‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ نحن نقص ‏"‏ ‏"‏ سوف أستغفر لكم ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ وأما قوله‏:‏ ‏"‏ يخل لكم ‏"‏ فإني قرأته بالإظهار وقرأت ‏"‏ يبتغ غير الإسلام ‏"‏ بالإدغام مع استوائهما في أنهما منقوصان‏.‏

والفرق بينهما أن يبتغ كلمة طويلة فاحتملت الإدغام ويخل كلمة على ثلاثة أحرف وقد سقطت منها الواو فلو أدغمت الواو لبقى بينهما حرفان فكان ذلك مودياً إلى الإجحاف بها‏.‏

ومما جاء في سورة الرعد‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ الكفار لمن ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ الثمرات جعل ‏"‏ ‏"‏ بالنهار له معقبات ‏"‏ ‏"‏ المحال له ‏"‏ ‏"‏ الصالحات طوبى ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة إبراهيم صلوات الله عليه‏.‏

المضمومة‏:‏ قوله‏:‏ ‏"‏ وتغشى وجوههم النار ليجزي الله ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ في الأصفاد سرابيلهم ‏"‏ وهو مجرور‏.‏

ومما جاء في سورة الحجر‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ نحن نزلنا ‏"‏ ‏"‏ وإنا لنحن نحيي ‏"‏ ‏"‏ حيث تؤمرون ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة النحل‏:‏ ال مضمومة‏:‏ ‏"‏ الملائكة ظالمى ‏"‏ الأنهار لهم ‏"‏ ‏"‏ الملائكة طيبين ‏"‏ ‏"‏ أمر ربك ‏"‏ ‏"‏ أكبر لو كانوا ‏"‏ ‏"‏ يؤذن للذين ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ وبنعمة الله هم ‏"‏ ‏"‏ والبغى يعظكم ‏"‏ ‏"‏ إن ما عند الله هو خير ‏"‏ ‏"‏ لهم من بعد ذلك ‏"‏ ‏"‏ البنات سبحانه ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة بنو إسرائيل‏:‏ المضمومة‏:‏ قوله‏:‏ ‏"‏ نحن نرزقهم ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ في البحر لتبتغوا ‏"‏ ‏"‏ وضعف الممات ‏"‏ ثم ‏"‏ من أمر ربى ‏"‏‏.‏

المضمومة‏:‏ ‏"‏ نحن نقص ‏"‏ ‏"‏ تريد زينة ‏"‏ ‏"‏ أبرح حتى ‏"‏ ‏"‏ فهل نجعل لك ‏"‏‏.‏

المكسورة‏.‏

‏"‏ ففسق عن أمر ربه ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة مريم‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ نحن نرث ‏"‏ ‏"‏ أخاه هارون ‏"‏ ‏"‏ ذكر رحمت ربك ‏"‏ ‏"‏ الرأس شيباً ‏"‏ ‏"‏ سأستغفر لك ‏"‏ ‏"‏ وأحسن ندياً ‏"‏ ‏"‏ سيجعل لهم ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ النخلة تساقط ‏"‏ ‏"‏ في المهد صبياً ‏"‏ ‏"‏ أمر ربك ‏"‏ ‏"‏ الصالحات سيجعل ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة طه‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ نحن نرزقك ‏"‏ ‏"‏ كيد ساحر ‏"‏ ‏"‏ السحرة سجداً ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ومما جاء في سورة الأنبياء‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ يقال له إبراهيم ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ ذكر ربهم ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الحج‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ يدافع عن ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ الساعة شيء ‏"‏ ‏"‏ للناس سواء ‏"‏ ‏"‏ بالله هو مولاكم ‏"‏ ‏"‏ الصالحات جنات ‏"‏ في موضعين‏.‏

ومما جاء في سورة المؤمنون‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ وما نحن له بمؤمنين ‏"‏ ‏"‏ وأخاه هارون ‏"‏ ‏"‏ أنؤمن لبشرين ‏"‏ المكسورة‏:‏ ومما جاء في سورة النور‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ تحسبونه هينا ‏"‏ ‏"‏ يكاد زيتها ‏"‏ ‏"‏ والأبصار ليجريهم الله ‏"‏ ‏"‏ يكاد سنا برقه ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ المحصنات ثم ‏"‏ ‏"‏ بأربعة شهداء ‏"‏ في موضعين ‏"‏ من بعد ذلك ‏"‏ ‏"‏ عند الله هم ‏"‏ ‏"‏ ومن بعد صلاة العشاء ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الفرقان‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ فجعلناه هباء منثوراً ‏"‏ ‏"‏ إلهه هواه ‏"‏ ‏"‏ أخاه هرون ‏"‏ والمكسورة‏:‏ ‏"‏ بالساعة سعيراً ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الشعراء‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ السحرة ساجدين ‏"‏ ‏"‏ أنؤمن لك ‏"‏ ‏"‏ وإنه لتنزيل رب ‏"‏ ‏"‏ من ورثة جنة ‏"‏ ‏"‏ من دون الله هل ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة النمل‏:‏ المكسورة‏:‏ ‏"‏ بالآخرة ربنا ‏"‏ ‏"‏ من فضل ربي ‏"‏ ‏"‏ عرشك قالت ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة القصص‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ ونجعل لكما ‏"‏ ‏"‏ القول ربنا ‏"‏ ويقدر لولا ‏"‏‏.‏

والمكسورة‏:‏ ‏"‏ النار لملكم ‏"‏ ‏"‏ من عند الله ‏"‏ ‏"‏ هو أهدى ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة العنكبوت‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ ونحن له مسلمون ‏"‏ ‏"‏ لا تحمل رزقها ‏"‏ ‏"‏ ويقدر له ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ ذائقة الموت ثم ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الروم‏:‏ ‏"‏ آثار رحمت الله ‏"‏ ‏"‏ من بعد ضعف ‏"‏ ليس في لقمان شئ‏.‏

ومما جاء في سورة السجدة‏:‏ المكسورة‏:‏ ‏"‏ الأكبر لعلهم ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الأحزاب‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ من قبل لا يولون ‏"‏ ‏"‏ أطهر لقلوبكم ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ إذا نكحتم المؤمنات ثم ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة سبأ‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ ويقدر له ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الملائكة‏:‏ المضمومة‏:‏ ومما جاء في سورة يس‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ إنا نحن نحيي ‏"‏ ‏"‏ نعلم ما يسرون ‏"‏ ومما جاء في سورة الصافات‏:‏ المكسورة‏:‏ ‏"‏ والصافات صفاً فالزاجرات زجراً ‏"‏‏.‏

المضمومة‏:‏ ‏"‏ قول ربنا ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة ص‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ خزائن رحمة ربك ‏"‏ ‏"‏ القهار رب ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ عن ذكر ربي ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الزمر‏:‏ ‏"‏ أكبر لو ‏"‏ ‏"‏ الشفاعة جميعاً ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ في النار لكن ‏"‏ ‏"‏ ويوم القيامة ترى ‏"‏ ‏"‏ بنور ربها ‏"‏ ‏"‏ إلى الجنة زمراً ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة المؤمن‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ وينزل لكم ‏"‏ ‏"‏ البصير لخلق ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ ذى الطول لا ‏"‏ ‏"‏ الدرجات ذو العرش ‏"‏ ‏"‏ الغفار لا ‏"‏ ‏"‏ لخزنة جهنم ‏"‏ ‏"‏ الطيبات ذلكم ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة حم السجدة‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ النار لهم ‏"‏ ‏"‏ والقمر لا تسجدوا ‏"‏ ‏"‏ ما يقال لك ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ من الشيطان نزغ ‏"‏ ‏"‏ بالذكر لما ‏"‏ ‏"‏ من بعد ضراء ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة حم عسق‏:‏ ‏"‏ البصير له مقاليد ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الزخرف‏:‏ المكسورة‏:‏ ‏"‏ من يعش على ذكر الرحمن نقيض ‏"‏‏.‏

ليس في الدخان شيء‏.‏

ومما جاء في سورة الجاثية‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ بصائر للناس ‏"‏ ‏"‏ إلهه هواه ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ اتخذتم آيات الله هزواً ‏"‏ ‏"‏ الصالحات سواء ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الأحقاف‏:‏ المكسورة‏:‏ ‏"‏ اتخذتم آيات الله ‏"‏ ‏"‏ بأمر ربها ‏"‏‏.‏

المضمومة‏:‏ ‏"‏ القتال رأيت ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ الصالحات جنات تجري ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الفتح‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ يغفر لمن يشاء ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ الكفار رحماء ‏"‏ ‏"‏ السجود ذلك ‏"‏ ‏"‏ والمؤمنات جنات ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الحجرات‏:‏ المكسورة‏:‏ ‏"‏ الأمر لعنتم ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة ق‏:‏ المضمومة‏:‏ ومما جاء في سورة الذاريات‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ حديث ضيف إبراهيم ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ والذاريات ذروا ‏"‏ ‏"‏ عن أمر ربهم ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الطور‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ خزائن ربك ‏"‏‏.‏

ليس في النجم شيء ولا في القمر‏.‏

ومما جاء في سورة الرحمن‏:‏ المكسورة‏:‏ ‏"‏ فيهما عينان نضاختان ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الواقعة‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ وتصلية جحيم ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة المجادلة‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ فتحرير رقبة ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ ألا إن حزب الله هم ‏"‏‏.‏

المضمومة‏:‏ ‏"‏ المصور له ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الممتحنة‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ المصير ربنا ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ الكفار لاهن ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الجمعة‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ من قبل لفي ‏"‏‏.‏

ليس في المنافقين والتغابن شيء‏.‏

ومما جاء في سورة الطلاق‏:‏ المضموم‏:‏ ‏"‏ حيث سكنتم ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ عتت عن أمر ربها ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة التحريم‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ لم تحرم ما ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الملك‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ تكاد تميز ‏"‏‏.‏

المضمومة‏:‏ ‏"‏ أكبر لو كانوا ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الحاقة‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ إنه لقول رسول كريم ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة نوح عليه السلام‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ لا يؤخر لو كنتم ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الجن‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ ولن نعجزه هرباً ‏"‏ ‏"‏ يجعل له ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ ذكر ربه ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة المزمل‏:‏ المكسورة‏:‏ ‏"‏ عند الله هو ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة المدثر‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ سقر لا ‏"‏ ‏"‏ تذر لواحة ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الإنسان‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ نحن نزلنا ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة والمرسلات‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ ولا يؤذن لهم ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ ذي ثلاث شعب ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة النازعات‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ الراجفة تتبعها ‏"‏‏.‏

المكسورة‏:‏ ‏"‏ والسابحات سبحا‏.‏

فالسابقات سبقا ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة التكوير‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ إنه لقول رسول كريم ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة التطفيف‏:‏ المكسورة‏:‏ ‏"‏ الفجار لفى ‏"‏ ‏"‏ الأبرار لفي ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة البروج‏:‏ المكسورة‏:‏ ‏"‏ والمؤمنات ثم ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة القدر‏:‏ المضمومة‏:‏ ‏"‏ ليلة القدر ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة لم يكن‏:‏ المكسورة‏:‏ ‏"‏ البرية جزاؤهم ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة العاديات‏:‏ المكسورة ‏"‏ والعاديات ضبحاً ‏"‏ ‏"‏ فالمغيرات صبحاً ‏"‏ لحب الخير لشديد ‏"‏‏.‏

ومما جاء في سورة الهمزة‏:‏ ‏"‏ تطلع على الأفئدة ‏"‏‏.‏

فهذا ما جاء في الإدغام من الإشمام وجميع ما أدغمه أبو عمرو‏.‏

ومما ذكرنا نشير إلى إعراب الحروف المدغمة في الخفض والرفع إلا الباء في الفاء في الميم والميم في الميم والفاء في الميم والميم في الباء والباء في الباء والباء في الميم فإنه كان لا يشير إلى الإعراب إلا في رواية مدين والمعدل فإنه كان يشير إلى إعرابهن كقوله تعالى‏:‏ ‏"‏ يكذب بالدين ‏"‏ و ‏"‏ يعلم ما تبدون ‏"‏ و ‏"‏ يحكم بينهم ‏"‏ و ‏"‏ ويعذب من يشاء ‏"‏ و ‏"‏ تعرف في وجوههم ‏"‏ و ‏"‏ الصيف فليعبدوا ‏"‏ ولا يشم هذا وأمثاله في ظاهر الرواية‏.‏

قال سيبويه‏.‏

زعموا أن أبا عمرو قرأ ‏"‏ يا صالح يتنا ‏"‏ جعل الهمزة ياءً ثم لم يقلبها واواً‏.‏

ولم يقولوا هذا في الحرف الذي ليس منفصلاً‏.‏

وهذه لغة ضعيفة لأن قياس هذا أن يقول‏:‏ يا غلام قال أبو علي‏:‏ القول في ذلك أن الفاء من أتى همزة فإذا أمرت منه أدخلت همزة الوصل على الهمزة التي هي فاء فاجتمعت همزتان فقلبت الثانية بحسب الحركة التي على الأولى فصار حينئذ إيت‏.‏

وهذه الهمزة إذا اتصل الفعل الذي هي فيه بكلام قبله سقطت فلك في التي هي فاء ضربان‏:‏ إن شئت تركتها مبدلة وإن شئت خففتها‏.‏

أما وجه التخفيف فإنك إنما خففت لاجتماع الهمزتين فلما زالت العلة التي لها أبدلت عادت مخففة‏.‏

هذا وجهه وهو قياس‏.‏

إلا أن الوجه الآخر أشبه على مذهب العربية وطرقها ألا ترى أنا نجد الأفعال يلزم بعضها اعتلال في موضع العلة فإذا زالت تلك العلة أجرى السائر في الاعتلال وإن خلا من العلة جرى ما فيه العلة وذلك نحو‏:‏ يعد ويقوم ويقول وما أشبهه‏.‏

وكذلك ينبغي أن تترك الهمزة التي هي فاء في الأمر من أتى مخففة‏.‏

فهذا حجة أبي عمرو وعلى هذا تحمل قراءته يومنون مخففة لم يحقق الهمزة من يؤمنون بعد أن تكلم بأنها مخففة كقولك‏:‏ جؤنة ثم جون‏.‏

ولكنه خفف الهمزة في آمن لاجتماع الهمزتين وكذلك في أؤمن ثم انتظم المضارع ما في الماضي اللازم فيه القلب لاجتماع الهمزتين ما خلا همزة أفعل الزائدة فصارت حرف المضارعة المضموم الألف المنقلبة عن الهمزة التي هي فاء ساكنة فقلبها واواً فخفف يومنون على هذا إتباعاً لبعض الفعل بعضاً لا على التخفيف في جؤنة وإن كانت اللفظتان متفقتين أيضاً فعلى هذا أيضاً لم يحقق الهمزة في‏:‏ يا صالح إيتنا ولم تقلب الياء الهمزة التي هي فاء واواً وإن كانت ساكنة مضموماً ما قبلها وشبهها بقيل‏.‏

قال سيبويه‏:‏ وهذه لغة رديئة يلزم من قالها أن يقول‏:‏ يا غلام اوجل‏.‏

يريد أنه كما لم يقلب الياء الساكنة المضموم ما قبلها واواً كذلك يلزمه ألا يقلب الواو الساكنة المكسورة ما قبلها ياء‏.‏

وهذا الذي ألزمه إياه في قراءة يا صالح يتنا من قوله‏:‏ يا غلام اوجل لا يقوله أحد‏.‏

قال‏:‏ وأخبرني أبو بكر محمد بن السري قال‏:‏ أخبرنا أبو العباس أن أبا عثمان قال‏:‏ لا يلزم أبا عمرو ما ألزمه سيبويه من قوله‏:‏ يا غلام اوجل وذلك أنه قاس قوله يا صالح يتنا على شئ موجود مثله وهو قولهم‏:‏ قيل وسيق وليس في الكلام متصلة ومنفصلة مثل‏:‏ يا غلام وجل لا مخففة الحركة ولا مشممتها فلا يلزمه‏:‏ يا غلام وجل وقد ثبت قوله‏:‏ يا صالح يتنا قياسا على ما ذكرنا‏.‏

قال أبو علي‏:‏ فالقراءة بتخفيف الهمز وإبداله في قوله ‏"‏ ومنهم من يقول ايذن لى ‏"‏ و ‏"‏ فليؤد الذي لو هذا أقوى عندي في العربية لما ذكر‏.‏

ومما جاء في الإشحام‏.‏

‏"‏ قيل ‏"‏ و ‏"‏ غيض ‏"‏ و ‏"‏ سيء ‏"‏ و ‏"‏ سيق ‏"‏ و ‏"‏ حيل ‏"‏ و ‏"‏ جئ ‏"‏ جاء في هذه الأوائل إشمام الضم ليعلم أن أصله كله فعل ألا ترى أنهم قالوا‏:‏ أما كيد زيد يفعل وما زيل يفعل وهم يريدون فعل‏.‏

فإذا حركوا الفاء هذه التحريكة أمن بها التباس الفعل المبني للفاعل بالفعل المبني للمفعول وانفصل بها فدلت عليه وكان أشد إبانة للمعنى المراد‏.‏

ومن الحجة في ذلك‏:‏ أنهم قد أشموا نحو رد و عد وما أشبه ذلك من التضعيف المبني على فعل مع أن الضمة الخالصة تلحق فاءه فإذا كانوا قد تركوا الضمة الصحيحة إلى هذه في المواضع التي تصح فيها الضمة فإلزامها حيث تلزم الكسرة فيها في أكثر اللغات أجدر‏.‏

ودل استعمالهم هذه الحركة في رد ونحوه من التضعيف على تمكنها في قيل و بيع وكونها أمارة للفعل المبني للمفعول به ولولا ذلك لم تنزل الضمة المحضة إليها في نحو قولهم رد ونحوه من الحجة في ذلك أنهم قد قالوا‏:‏ أنت تغزين فألزموا الزاي إشمام الضمة و زين من تغزين بمنزلة قيل فكما ألزم الإشمام هنا كذلك يلزم ذلك في قيل‏.‏

ألا ترى أن من قال بيع و قيل قال‏:‏ اختير و انقيد فأشم ما بعد الخاء والنون لما كان بمنزلة‏:‏ قيل وبيع وكما ألزم بالإشمام نحو لا تغزين لينفصل من باب ترمين كذلك ألزم قيل و بيع الإشمام فإن قلت‏:‏ فهلا ألزم القاف في قيل ونحوه إشمام الضمة كما ألزم تغزين فالقول إن هذه الحركة لما لم تكن ضمة خالصة ولا كسرة محضة ضعفت في الابتداء بخروجها عما عليه الحركات اللاحقة أوائل الكلمة المبتدأ بها‏.‏

ألا ترى أن عمرو لم يشم في الاستئناف في يا صالح يتنا وقد قدمنا أن أبا عمرو في الإدغام يشم المرفوع والمضموم وأبو علي يفرق بينهما فزعم أن أبا عمرو لا يشم يقول‏:‏ إيذن لي كما يشم يا صالح يتنا والصحيح ما قدمنا‏.‏

ومما يدل على أن هذه التحريكة قد صارت أمارة لبناء الفعل للمفعول به وأنها مما يختص به الفعل أنك لو سميت رجلاً بمثل قيل و بيع شيئاً وخلعت منه الضمير الذي كان فيه لأخلصت الكسرة فقلت‏:‏ قيل و بيع‏.‏

فدل هذا من مذهب سيبويه على أن هذه الحركة أشبه عنده بالفعل وأشد لزوماً من الأمثلة التي تختص بالفعل ولا يكون في الاسم نحو‏:‏ ضُرِب وضورِب وضُرِّب‏.‏

ألا ترى أنك لو سميت بشئ من ذلك مجرداً من الضمير لم تغيره عن بنائه إلى ما يختص الاسم وقد رأى تغيير هذه الحركة وإخلاسها كسرة‏.‏

ومما يقوى قول من قال قيل أن هذه الضمة المنحو بها نحو الكسرة قد جاءت في نحو قولهم‏:‏ شربت من المنقر وهو بئر ضيقة وهذا ابن مذعور وابن بور فأمالوا هذه الضمات نحو الكسرة لتكون أشد مشاكلة لما بعدها وأشبه به وهو كسر الراء‏.‏

وإذا أخذوا بهذا التشاكل اللفظ حيث لا تميز معنى من معنى آخر فأن يلزموا ذلك حيث يزيل اللبس ويخاص معنى من معنى أجدر وأولى‏.‏

قال الرازي‏:‏ وإذا ريم إدغام المتحرك سكن غير أن القرأة يسمون الضم والكسر عند الإدغام إبانة عن الأصل إذا اختلف حركتا المدغم فيه أو حركة المدغم وما قبله أو سكن وكان الساكن جامدأ فإن كان ذائباً فأنت مخير فيه بين إشمام الحركة وإتمام المد أو الجمع بين قليل من المد وقليل من الإشمام إلا إذا كانت الذائبة واواً قبلها ضمة وكان المدغم مرفوعاً أو كانت ياءً قبلها كسرة وكان المدغم مجروراً فإنك تمده لا غير ولا إشمام للنصب‏.‏

ومنهم من يفرق في ذلك بين حركات البناء والإعراب فيشم للإعراب فقط والإشمام للباء والميم الفاء في إدغامها‏.‏

وكان الدوري لا يشم بتة ولعل ذلك كان منه لضرر كان به لأن الإشمام مرئى غير مسموع وهو قول النجاة‏.‏

ومن ترك الإشمام لزمه تفخيم ‏"‏ الأبرار ربنا ‏"‏ ونحوه حال الإدغام‏.‏

وإشمام الكسر يسمى روماً وإشمام الضم دون الروم‏.‏

قال الفراء‏:‏ كان أبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف يقفون بروم الحركة على المرفوع والمجرور ونحو ‏"‏ نستعين ‏"‏ و ‏"‏ من غفور رحيم ‏"‏ و ‏"‏ يشاء ‏"‏ ونحو ذلك إلا أن يكون هاء منقلبة عن تاء التأنيث نحو رحمة فإنهم لا يرومون في ذلك و الباقون يقفون على السكون‏.‏

ومن هذا الباب ما رواه أبو بكر عن عاصم في قوله تعالى ‏"‏ بأساً شديداً من لدنه ‏"‏ بإشمام الدال الضمة وكسر النون والهاء‏.‏

قال أبو علي‏:‏ هذا ليعلم أن الأصل كان في الكلمة الضمة ومثل ذلك قولهم‏:‏ أنت تغزين وقولهم‏:‏ قيل أشممت الكسرة فيها الضمة لتدل على أن الأصل فيها التحريك بالضم‏.‏

فإن كان إشمام عاصم ليس في حركة خرجت إلى اللفظ وإنما هو تهيئة العضو لإخراج الضمة‏.‏

ولو كانت مثل الحركة في تغزين لم يلتق ساكنان ولم يكسر النون لاجتماعهما ولكن يجتمعان في أن أصل الحرف التحريك بالضم وإن اختلفا في أن الحركة في تغزين قد خرجت إلى اللفظ ولم تخرج في قوله لدن‏.‏

وأما وصله الهاء بباء في الوصل فحسن ألا ترى أنه لو قال‏:‏ ببابه وبعبده فلم يوصل الهاء بباء لم يحسن ولكان ذلك مما يجوز في الشعر‏.‏

وكذلك أبو بكر عن عاصم في قوله ‏"‏ من لدنا ‏"‏ يشم الدال شيئاً من الضم واختلف عن يحيى‏.‏

 الثاني عشر ما جاء في التنزيل

ويكون الجار والمجرور في موضع الحال محتملاً ضميراً من صاحب الحال وذلك معروف في كلامهم حكى عن العرب خرج زيد بسلاحه أي‏:‏ متسلحاً‏.‏

فمن ذلك قوله تعالى في أحد التأويلين‏:‏ ‏"‏ الذين يؤمنون بالغيب ‏"‏ قال أبو علي‏:‏ أي يؤمنون إذا غابوا عنكم ولم يكونوا كالمنافقين الذين يقولون‏:‏ ‏"‏ إنا معكم إنما نحن مستهزئون ‏"‏ وقد قال‏:‏ ‏"‏ الذين يخشون ربهم بالغيب ‏"‏ وقال‏:‏ ‏"‏ من خَشِي الرحمن بالغيب ‏"‏ وقال أبو ذؤيب‏:‏ أخالد ما راعيت من ذى قرابة فتحفظنِي بالغيب أو بعض ما تبدى فالجار مع المجرور في موضع الحال أي‏:‏ يحفظنى غائباً‏.‏

ويخشون ربهم غائبين من مراءاة الناس لا يريدون بإيمانهم التصنع والتقرب رجاء المنالة ولكن يخلصون إيمانهم لله‏.‏

قال‏:‏ ويجوز فيها وجه آخر‏:‏ وهو أن هذه الآية إجمال ما فصل في قوله‏:‏ ‏"‏ والمؤمنون كلُّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ‏"‏ والموصوفون فيها خلاف من وصف في قوله‏:‏ ‏"‏ ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضلَّ ضلالاً بعيداً ‏"‏ وكفرهم بالملائكة ادعاؤهم بنات الله فيها كما ادعوا في قوله‏:‏ ‏"‏ أم اتخذ ممَّا يخلق بنات ‏"‏ وقوله‏:‏ ‏"‏ وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً ‏"‏ وكفرهم بالكتاب إنكار له قوله‏:‏ ‏"‏ وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء ‏"‏ وكفرهم بإرسال الرسل إنكارهم إرسالهم نحو قوله‏:‏ ‏"‏ ولئن أطعتم بشراً مثلكم ‏"‏ وقوله‏:‏ ‏"‏ أهذا الذي بعث الله رسولاً ‏"‏ وكفرهم بالآخرة قوله‏:‏ ‏"‏ لا تأتينا الساعة قل بلَى وربي ‏"‏ وكل هذه الأمور غيب قد أنكروه ودفعوه فلم يؤمنوا به ولم يستدلوا على صحته‏.‏

فقال تعالى‏:‏ ‏"‏ الذين يؤمنون بالغيب ‏"‏ أي‏:‏ بهذه الأشياء التي كفروا بها هؤلاء الذين ذكر كفرهم بها عنهم وخصهم بالإيقان بالآخرة في قوله‏:‏ ‏"‏ وبالآخرة هم يوقنون ‏"‏ وإن كان الإيمان قد شملها لما كان من كفر المشركين بها وجحدهم إياها في نحو ما حكى عنهم في قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا ‏"‏‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ ونحن نسبح بحمدك ‏"‏ أي‏:‏ حامدين لك‏.‏

نظيره‏:‏ ‏"‏ وإن من شئ إلا يسبح بحمده ‏"‏ أي‏:‏ حامدين له ومن ذلك قوله‏:‏ ‏"‏ أتيناكم بقوة ‏"‏ أي‏:‏ مجدين مجتهدين‏.‏

نظيره بعده في الأعراف‏:‏ ‏"‏ كأنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوةٍ ‏"‏ أي‏:‏ بجد واجتهاد‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ وأداءٌ إليه بإحسان ‏"‏ أي‏:‏ محسناً أي له أن يؤدي إليه محسناً لا مماطلاً‏.‏

ومن ذلك قوله‏:‏ ‏"‏ فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف ‏"‏ أي‏:‏ مؤتمرة بأمر الله فالباء في موضع الحال‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ نزل عليك الكتاب بالحق مصدِّقاً ‏"‏ ف الكتاب مفعول به وقوله بالحق في موضع نصب على الحال وهو متعلق بمحذوف‏.‏

ومصدقاً حال من الضمير الذي في قوله بالحق والعامل فيه المعنى ولا يجوز أن تجعله بدلاً لأن الاسم لا يبدل من الاسم هكذا ذكروه وفيه إشارة إلى أن الظرف لا يتعلق بالاسم ويكون بدلاً من الاسم قبله‏.‏

وأعجب من ذا جعله مصدقاً حالاً من نفس الحق بعد أن قال في قوله ‏"‏ والسَّاعة لا ريب فيها ‏"‏ أنه يجوز أن يكون عطفاً على الضمير في حق‏.‏

وقال غيره وهو رضي به في قوله‏:‏ ‏"‏ إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ‏"‏ إن نصب مثل راجع إلى الضمير في لحَقّ‏.‏

فلم لا تجعل قوله مصدقاً حالاً من الضمير في قوله بالحق وأما قوله‏:‏ ‏"‏ وبالحق نزل ‏"‏ فيحتمل الجار فيه ضميرين‏:‏ أحدهما أن يكون التقدير نزل بالحق كما تقول‏:‏ نزلت بزيد‏.‏

ويجوز أن يكون حالاً من الضمير الذي في نزل‏.‏

ومثله‏:‏ ‏"‏ نزل به الروح الأمين ‏"‏ فمن رفع الأمين يكون الجار مثل الذي في‏:‏ مررت بزيد ويكون حالاً كما تقول‏:‏ نزل زيد بعدته وخرج بسلاحه‏.‏

وفي التنزيل‏:‏ ‏"‏ وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به ‏"‏ أي‏:‏ دخلوا كافرين وخرجوا كافرين‏.‏

ومثله‏:‏ ‏"‏ منزل من ربك بالحق ‏"‏‏.‏

ألا ترى أن أنزلت يتعدى إلى مفعول واحد فإذا بنيته للمفعول لم يبق له متعدًّى إلى مفعول به‏.‏

وقوله من ربك على حد‏:‏ ‏"‏ ولما جاءهم كتاب من عند الله ‏"‏‏.‏

وبالحق حال من الذكر الذي في منزل‏.‏

ومما جاء الجار فيه حالاً كما جاء في الآى الآخر‏:‏ ‏"‏ أنزله بعلمه ‏"‏‏.‏

المعنى‏:‏ أنزله وفيه علمه‏.‏

كما أن خرج بعدته تقديره‏:‏ خرج وعليه عدته‏.‏

والعلم‏:‏ المعلوم‏.‏

أي‏:‏ أنزله وفيه معلومه‏.‏

ومثل ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ ويوم تشقق السماء بالغمام ‏"‏‏.‏

فالمعنى والله أعلم‏:‏ يوم تشقق السماء وعليها الغمام‏.‏

ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات ‏"‏ الجار في موضع الحال أي‏:‏ ثابتاً منه آيات محكمات‏.‏

وآيات يرتفع بالظرف هنا على المذهبين‏.‏

ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً ‏"‏ أي‏:‏ ثابتاً فيه هدى ونور‏.‏

يدل عليه انتصاب قوله ومصدقاً ويرتفع هدى بالظرف في المذهبين‏.‏

ومن هذا الباب قوله‏:‏ ‏"‏ ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله ‏"‏ قوله في النار لا يخلو من أن يكون متعلقاً ب يوقدون أو بمحذوف فلا يجوز أن يكون تعلقه ب يوقدون من حيث لا يستقيم أوقدت عليه في النار إلا أن الموقد عليه إنما يكون في النار‏.‏

فصير في النار على هذا غير مفيد وكذلك ‏"‏ فأوقدْ لىي يا هامانُ عَلَى الطِّين ‏"‏‏.‏

وكما أنه لو قيل هنا‏:‏ أوقد لى يا هامان على الطين في النار لم يستقم‏.‏

كذلك الآية الأخرى‏.‏

وإذا كان كذلك ثبت أن تعلق في النار من قوله‏:‏ ‏"‏ ومما يوقدون عليه في النار ‏"‏ إنما هو المحذوف والظرف الذي هو في النار في موضع حال‏.‏

وذو الحال الهاء التي في عليه أي ومما يوقدون عليه ثابتاً في النار أو كائناً في النار‏.‏

ففي قوله في النار ضمير مرفوع يعود إلى الهاء التي هي اسم ذى الحال‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ إنما يأكلون في بطونهم ناراً ‏"‏ الجار في قوله في بطونهم حال من المذكور وكان وصفاً له كقوله‏:‏ لميةً موحشاً طَلَلُ ولا يتعلق ب يأكلون لأن الأكل لا يكون في بطنه‏.‏

والمعنى‏:‏ إنما يأكلون مثل النار في بطونهم لأنه يؤدي إلى حصول النار في بطونهم‏.‏

أو يجعله ناراً على الاتساع لما يصير إليه من ذلك في العاقبة‏.‏

ومن هذا الباب قوله‏:‏ ‏"‏ ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله ‏"‏‏.‏

فالباء في قوله بحبل متعلق بحذوف في موضع الحال‏.‏

والتقدير‏:‏ ضربت عليهم الذلة في جميع أحوالهم أينما ثقفوا إلا متمسكين بحبل الله‏.‏

فحذف اسم الفاعل وانتقل الضمير إلى الظرف‏.‏

وقال أبو علي‏:‏ الاستثناء من الذلة المعنى‏:‏ يذلون إلا أن يكون معهم حبل من الله وهو ما يكونون به ذمة‏.‏

ولا يكون متعلقا بقوله ثقفوا ألا ترى أنه لا يصح‏:‏ أينما ثقفوا إلا بحبل من الله لأنه إذا كان معهم حبل من الله لم يثقفوا‏.‏

ومن هذا الباب قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا ‏"‏ الكاف في موضع الحال أي مشابهة أحوالهم أحوال من لم يلبثوا‏.‏

وفيه غير هذا ذكرناه في باب آخر‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ يا يحيى خذ الكتاب بقوة ‏"‏ أي‏:‏ بجد واجتهاد أي‏:‏ خذ الكتاب مجداً‏.‏

ومثله‏.‏

خذها بقوة‏.‏

أي‏:‏ بجدٍ أي‏:‏ مجداًّ‏.‏

ومثله قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ وهزِّي إليكِ بجذع النخلة ‏"‏ أي‏:‏ هزى إليك رطبا جنيا متمسكة بجذع النخلة‏.‏

فعلى هذا لا تكون الباء زائدة بل يكون مفعول هزي فيمن أعمل الأولى رطباً وأضمر في تساقط ومن أعمل الثاني أضمر في هزى‏.‏

ومثله‏:‏ ‏"‏ فانبذ إليهم على سواء ‏"‏ أي‏:‏ فانبذ إليهم مستوين‏.‏

كما أن قوله‏:‏ ‏"‏ فقل آذنتكم على سواء ‏"‏ أي‏:‏ آذنتكم مستوين‏.‏

فالحال من الفاعل والمفعول جميعاً‏.‏

كقوله‏:‏ # متى ما تلقنى فردين وقوله‏:‏ # وإن تلقنى برزين ولأبي علي في هذا كلام طويل ذكر فيه أن الحال كالصفة من حيث لا يجوز تعريض الصفة لعاملين مختلفين‏.‏

وكذا يقبح في الحال ما يقبح في الصفة من تعريضها لعمل عاملين مختلفين فيهما كما قبح ذلك في الصفة‏.‏

وقد حمل سيبويه شيئاً منها على المعنى نحو ما أجازه من قولهم‏:‏ هذا رجل مع رجل قائمين‏.‏

حيث جعل ما عملت فيه مع داخلاً في المعنى الإشارة فأجاز نصب قائمين على فأما قوله‏:‏ # متى ما تلقنى فردين و # تعلقت من ليلى صغيرين و‏:‏ إن تلقنى برزين لا يعتد به‏.‏

ولا أعلم لسيبويه في ذلك نصاً ولا يجوز أن نقول‏:‏ إنه لا يجوز على قياس قوله لأن السائل الذي منع ذلك فيها عاملان وليس في هذا إلا عامل واحد‏.‏

فإذا كان هناك عامل واحد وذو الحال واحد من جهة تعريضه لعاملين لا يصح لأنه ليس هناك عاملان‏.‏

فإن قلت‏:‏ فهلا فسد حمله على الحال لأن الحال تقتضى أن يكون فيها ذكر من ذى الحال وذو الحال مفردان وحالهما مثناة فلا يرجع إذن إليهما من حاليهما ذكر وإذا لم يرجع فسد أن يكون حالاً لهما فاحمله على فعل مضمر‏.‏

قلنا‏:‏ لا يفسد أن يكون ذلك حالاً لأنا نحمله على المعنى ألا تراهم قالوا‏:‏ مررت برجلين قائم وقاعد‏.‏

فرددت الذكر إليهما على المعنى فكما رددت إلى المثنى المفردين للحمل على المعنى كذلك ترد إلى المفردين من المثنى للحمل على المعنى‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ ولقد جئناهم بكتابٍ فصلناه على علمٍ ‏"‏‏.‏

أي‏:‏ فصلناه عالمين‏.‏

وقال عز وجل‏:‏ ‏"‏ علمها عند ربي في كتاب ‏"‏ والتقدير‏:‏ علمها ثابت في كتاب ثابت عند ربي ف عند ربي كان صفة للمجرور‏.‏

فلما تقدم انتصب على الحال‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ‏"‏‏.‏

أي‏:‏ مضطجعين ففي الظرف ضمير لوقوعه موقع مضطجعين وقائمين‏.‏

ومثله‏:‏ ‏"‏ وإذا مسَّ الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً ‏"‏ أي‏:‏ دعانا مضطجعاً‏.‏

لا بد من ذا التقدير في الموضعين ليصح العطف عليه‏.‏

وأبو إسحاق حمل اللام وما بعده على المس دون الدعاء وإذا مس الإنسان مضطجعاً أو قائماً أو قاعداً الضُّر دعانا‏.‏

وحمله على الدعاء أولى من حمله على المس لكثرة الآى في ذلك‏.‏

من قوله‏:‏ ‏"‏ الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ‏"‏‏.‏

وقوله‏:‏ ‏"‏ وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيين إليه ‏"‏ وغيرهما‏.‏

فأما قوله‏:‏ ‏"‏ وسار بأهله آنس ‏"‏ فقد يكون من هذا الباب أي‏:‏ لم يخرج منفرداً عن مدين‏.‏

ويجوز أن يكون كقوله‏:‏ ‏"‏ أسرى بعبده ‏"‏ فتعديه بالباء‏.‏

وأما قوله في ‏"‏ أحببت حب الخير عن ذكر ربيِ ‏"‏ أي‏:‏ لزمت حب الخير معرضاً عن ذكر ربي‏.‏

والجار في موضع الحال‏.‏

وأحببت بمعنى‏:‏ لزمت الأرض من قولهم‏:‏ أحبَّ البعير‏:‏ إذا برك‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم ‏"‏ فيما يتعلق به الجار وما ينتصب عنه ‏"‏ نُزُلاً ‏"‏ أوجه‏:‏ يجوز أن يكون نزلاً جمع نازل مثل‏:‏ شارف وشُرف‏.‏

قال الأعشى‏:‏ أو تنزلون فإنا معشرٌ نُزُلُ فإذا حملته على ذلك أمكن أن يكون حالاً من شيئين‏:‏ أحدهما‏:‏ الضمير المرفوع في تدَّعون‏.‏

والآخر‏:‏ أن يكون من الضمير المجرور في قوله لكم‏.‏

والآخر أن يكون النزل كالتي في قوله‏:‏ ‏"‏ فنزل من حميم وتصلية جحيمٍ ‏"‏ فإذا حملته على هذا كان حالاً للموصول والعامل فيها لكم‏.‏

فأما قوله‏:‏ ‏"‏ من غفور رحيم ‏"‏ فمتعلق بمحذوف وهو صفة للحال كقوله‏:‏ جاءني زيد رجلاً صالحاً‏.‏

ولا يجوز أن يكون من متعلقاً ب تدَّعون إذا جعلت نزُلاً حالاً من ما لأنك لا تفصل بين الصلة والموصول بأجنبي‏.‏

ألا ترى أن الحال إذا كانت من الموصول كانت بمنزلة الصفة له ولا يجوز أن يعترض بها بين الصلة والموصول كما لا يجوز ذلك في الصفة‏.‏

ولو جعلت نُزُلاً جمع نازل حالاً من الضمير المرفوع لجاز أن يكون من غفور رحيم متعلقاً ب تدَّعون ولم تكن لتفصل بها لأن الحال والجار جميعاً في الصلة‏.‏

ولو جعلت الحال أعني‏:‏ نزلاً من كُمْ في ولَكُمْ والجار متعلق ب تدَّعون لم يجز أيضاً للفصل بأجنبي بين الصلة والموصول‏.‏

ولا يجوز أن يكون متعلقاً ب لكم على أن يكون ظرفاً لأنه تعلق ظرف آخر وهو فيها‏.‏

ويجوز أن يكون من والمجرور به في موضع حال من الضمير المجرور في لكم‏.‏

وفي هذا نظر لأنك لو قدرت لكم ثابتين من غفور رحيم لم يكن له معنى فإذا حملته جعلت نزلاً حالاً من الضمير المرفوع في تدعون أو من ما‏.‏

ولا يجوز أن يكون حالاً من الضمير المجرور في لكم لأنه لا يكون منه حالان كما لا يكون له ظرفان‏.‏

فإن جعلت من صفة لنزلٍ جاز أن يكون نزلاً حالاً من الضمير المجرور في لكم‏.‏

فأما قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ كانت لهم جنات الفردوس نزُلاً ‏"‏‏.‏

فإن جعلت نزلاً من قوله ‏"‏ فنزل من حميم ‏"‏ فعلى حذف المضاف كأنه‏:‏ كانت لهم كل جنات الفردوس نزلاً لأن الجنات مكان‏.‏

وإن جعلته جمع نازل كانت حالاً من الضمير المجرور في لهم‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ فما للذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين ‏"‏‏.‏

فإن‏:‏ قِبلك ينتصب على ثلاثة أضرب‏:‏ أحدها‏:‏ أن يكون ظرفاً لمعنى الفعل في اللام الجارة‏.‏

والآخر‏:‏ أن يكون ظرفاً لمهطعين‏.‏

والثالث‏:‏ أن يكون الظرف في موضع الحال وكون الظرف في موضع الحال كثير فاش‏.‏

ومثله‏:‏ ‏"‏ يأتوك رجالاً وعلى كل ضامرٍ ‏"‏ أي ركبانا‏.‏

كقوله تعالى في الأخرى‏:‏ ‏"‏ فرجالاً أو ركباناً ‏"‏ فيكون فيه ذكر فيمكن أن يكون مهطعين حالاً من ذلك الضمير‏.‏

وأما قوله عزين فيجوز أن ينتصب من ثلاثة أضرب‏:‏ أحدها أن يكون صفة للحال الذي هو مهطعين‏.‏

ويجوز أن ينتصب عن مهطعين وفيه ضمير يعود إلى ما في مهطعين‏.‏

ويجوز أن ينتصب عما في قوله‏:‏ ‏"‏ عن اليمين وعن الشمال عزين ‏"‏‏.‏

ذلك أن الظرف يجوز أن يكون صفة ل مهطعين لأنه نكرة وإذا كان كذلك تضمن ضميراً وإذا تضمن الضمير أمكن أن ينتصب عزين عن ذلك‏.‏

ويجوز في قوله‏:‏ ‏"‏ عن اليمين وعن الشمال ‏"‏ أن يكون متعلقاً ب مهطعين‏.‏

ويجوز أن يتعلق ب عزين على حد قولك‏:‏ أخذته عن زيد‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ فأتبعهم فرعون بجنوده ‏"‏ أي‏:‏ أتبعهم عقوبته‏.‏

مستعداً جامعاً لجنوده‏.‏

ومن ذلك قول الفراء‏:‏ ‏"‏ فمن كان منكم مريضاً أو على سفر ‏"‏ أي‏:‏ مسافراً لأن مسافراً حال عند الفراء وخبر كان على قولنا‏.‏

وقال‏:‏ ‏"‏ وإن كنتم مرضى أو على سفرٍ ‏"‏‏.‏

ومثله‏:‏ ‏"‏ يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر ‏"‏ أي‏:‏ ركبانا ففي الظرف ضمير كما في قوله‏:‏ ‏"‏ فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم ‏"‏ أي‏:‏ مضطجعين‏.‏

ومن ذلك قوله‏:‏ ‏"‏ ويكلم الناس في المهد ‏"‏ أي‏:‏ يكلمهم صبياً وكهلاً‏.‏

وكذلك قوله‏:‏ ‏"‏ ومن الصالحين ‏"‏ أي‏:‏ صالحاً‏.‏

كما أن ما قبله ‏"‏ ومن المقربين ‏"‏ حال أي‏:‏ مقرباً‏.‏

ومن ذلك قوله‏:‏ ‏"‏ وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل ‏"‏ فقوله بالليل جنس في موضع الحال أي‏:‏ مصبحين ومظلمين وفيه ذكر‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ فخرج على قومه في زينته ‏"‏ أي‏:‏ متزيِّنا‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ في بيوتٍ أذن الله أن ترفع ‏"‏‏.‏

الجار يتعلق بمحذوف في موضع النصب على الحال من الضمير في قوله ‏"‏ ومثلاً من الذين خلوا من قبلكم ‏"‏‏.‏

أي‏:‏ خلوا من قبلكم ثابتين في بيوت أذن الله وما بينهما من الكلام تسديد لهم وبيان أحوالهم‏.‏

وإن قدرت مبتدأ على معنى‏:‏ أولئك في بيوت أذن الله أن ترفع جاز وجاد‏.‏

وقال‏:‏ والمراد بهم الأنبياء صلوات الله عليهم والمؤمنون معهم‏.‏

وقيل‏:‏ بل هو متعلق بمحذوف صفة مصباح في قوله‏:‏ فيها مصباح أي‏:‏ المصباح ثابت في بيوت‏.‏

وقيل‏:‏ بل هو صفة ل مشكاة أي‏:‏ كمشكاة ثابتة في بيوت‏.‏

وقيل‏:‏ هو من صلة توقد أي توقد في بيوت أذن الله‏.‏

وقيل‏:‏ إن البيوت لا تكون مسجداً واحداً ولا يستعمل مصباح واحد إلا في مسجد واحد فالمشكاة إذا كانت كوة غير نافذة فمصباحها لا يضئ عدة مساجد‏.‏

ومن رتب المفعول للمفعول فإنه يمكن أن يكون كقولهم‏:‏ في الدار زيد‏.‏

فيكون رجال مبتدأ والظرف خبراً‏.‏

وهكذا في تفسير الدمياطي‏.‏

فتسقط خصومة الفارسي من أن رجالاً يرتفع بمضمر كقوله‏:‏ ليبك يزيد ضارع لخصومة ولعل الحارثي لم يحتج بهذه الآية لهذا المعنى واحتج بقراءة الذمارى‏:‏ ‏"‏ قتل أولادهم شركاؤهم ‏"‏ وقد رجحنا قول قطرب على ذلك‏.‏

ومن ذلك ‏"‏ فليس من الله في شيء ‏"‏ أي‏:‏ من دين الله فيكون في شيء حالاً من الضمير في من الله‏.‏

ومعنى ليس من الله البراءة وخلاف الموالاة ألا ترى إلى قوله‏:‏ عرينٌ من عرينة ليس منىِّ برئت إلى عرينة من عرين وقد يكون منه قوله‏:‏ ‏"‏ لست منهم في شئ ‏"‏‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس‏.‏

وقوله‏:‏ ‏"‏ ويجعل لكم نوراً تمشون به ‏"‏ أي‏:‏ تمشون ولكم هذا النور‏.‏

فيجوز أن يكون ذلك علماً للمؤمنين وفصلاً لهم ممن خالفهم ورغب عن دينهم‏.‏

قال أبو علي‏:‏ في أمم متعلق ب ادخلوا ولا يجوز أن يتعلق بخلت نفسه لتعلق حرف الجر به‏.‏

وفي النَّار يجوز أن يكون صفة ل أمم‏.‏

ويجوز أن يكون حالاً من الضمير الذي في الظرف الذي هو ‏"‏ من الجن والإنس ‏"‏‏.‏

ويجوز أن يكون حالاً من الذكر الذي في خلت ومتى جعلت الشيء حالاً لم يجز أن تكون عنه حال أخرى‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ‏"‏‏.‏

قيل‏:‏ الباء زيادة‏.‏

ومعنى منعنا‏:‏ اقتضى منا ألا يفعل‏.‏

وكل ما أوجب ألا نفعل شيء فهو مانع منه وإن لم تزل القدرة عليه وموضع أن نرسل نصب لأنه مفعول منع‏.‏

وقيل‏:‏ الباء في بالآيات باء الحال أي‏:‏ نرسل رسولنا ومعه الآيات‏.‏

ومن ذلك قوله‏:‏ ‏"‏ يدعون فيها بكل فاكهة ‏"‏‏.‏

قال أبو علي‏:‏ لا تكون الباء زائدة لأن الفاكهة لا تدعى فتكون على وجهين‏:‏ إما أن تكون حالاً من الداعين أي‏:‏ يدعون مقدرين فيها الملابسة بكل فاكهة فيكون كقولهم‏:‏ خرج بناقته وركب بسلاحه‏.‏

وإما أن تكون صفة للمصدر المحذوف كأنه‏:‏ يدعون فيها دعاء بكل فاكهة أي‏:‏ قد التبس ومن ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ إنَّي رسول الله إليكم مصدقاً ‏"‏‏.‏

قال أبو علي‏:‏ هو حال مؤكدة منتصبة عن معنى الفعل الذي دلت عليه الجملة‏.‏

ولو جعلت قوله إليكم متعلقاً بمحذوف وجعلته حالاً مؤكدة كقوله ومصدقاً فيمن جعل إليكم غير متعلق بالرسول ولكن بالمحذوف أمكن أن يكون مصدقاً حالاً من الضمير في إليكم فكان العامل في الحال ما معنى الفعل من إليكم‏.‏

ومن ذلك قوله‏:‏ ‏"‏ فسبِّح بحمد ربك واستغفره ‏"‏‏.‏

قيل‏:‏ الباء للحال‏.‏

والمعنى‏:‏ فسبح حامداً أو‏:‏ فسِّبح تسبيحك حامداً‏.‏

لتكون الحال مضامة للفعل‏.‏

وقيل‏:‏ الباء للسبب أي‏:‏ سبِّحه بأن نحمده‏.‏

والمعنى‏:‏ احمده لتكون مسبحاً له‏.‏

وأما قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ‏"‏‏.‏

أي‏:‏ عن قوله فتصير معه محاذراً ما جاءك من الحق‏.‏

وقال‏:‏ ‏"‏ أطعمهم من جوع ‏"‏‏.‏

وأما قوله‏:‏ ‏"‏ ما أصاب من مصيبة في الأرض إلى قوله يسير ‏"‏‏.‏

فقد قال أبو علي‏:‏ يجوز أن يكون في ظرفاً ل أصاب ول مصيبة أيضاً‏.‏

يؤكد ذلك ويحسنه دخول لا في قوله‏:‏ ولا في أنفسكم فصار بمنزلة‏:‏ ما مررت برجل ولا امرأة‏.‏

ويجوز أن يكون صفة للنكرة‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏"‏ ولا في أنفسكم ‏"‏ صفة أخرى لها‏.‏

فيحتمل على ذلك أن يكون موضعه جراً على لفظ مصيبة رفعاً على الموضع‏.‏

وجاز دخول لا هنا وإن لم يكن الكلام على هذا التأويل نفياً لأنه لما كان معطوفاً على ما هو منفي في المعنى حمل عليه كقوله‏:‏ يحكى علينا إلا كواكبها وكذلك قوله‏:‏ ‏"‏ في الأرض ‏"‏ لما كان صفة لمنفى حمل الأمر على معناه‏.‏

وإن شئت قلت إن لا زائدة‏.‏

والأول أبين لأن الحمل على معنى لا قد كثر‏.‏

قالوا‏:‏ إن أحداً لا يقول ذاك إلا زيد‏.‏

وقوله‏:‏ ‏"‏ إلا في كتاب ‏"‏ منصوب الموضع على الحال‏.‏

ولا يجوز أن يكون صفة لأن إلا لا تدخل بين الموصوف والصفة كدخولها بين الحال وذى الحال نحو‏:‏ ما جاء زيد إلا قائماً‏.‏

وذلك لأن الصفة مع الموصوف كالجزء الواحد وما بعد إلا جار مجرى ما بعد حرف النفي في انقطاعه من الأول والحال بمنزلة الخبر وليس الخبر مع المخبر عنه كالشيء الواحد‏.‏

فأما العامل في الحال إذا كان في الأرض ظرفاً‏.‏

وحسنت الحال من النكرة لتعلق الظرف به ك منك في خير منك لأنه قد خصصه‏.‏

وأما من جعل في الأرض وصفاً فيجوز أن يكون هو العامل في الحال وذو الحال الذكر الذي فيه‏.‏

ويجوز أن يكون ذو الحال الذكر الذي في قوله‏:‏ ‏"‏ ولا في أنفسكم ‏"‏ والعامل فيها الظرف‏.‏

ولا يجوز أن تكون الحال منهما جميعاً لأنه لا يعمل في معمول واحد عاملان‏.‏

فأما قوله‏:‏ ‏"‏ من قبل أن نبرأها ‏"‏ فمتعلّق في بقوله‏:‏ في كتاب ويكون ذو الحال إن ذلك على الله يسير‏.‏

وفي قوله‏:‏ ‏"‏ من قبل أن نبرأها ‏"‏ ذكر من الفاعل الظاهر‏.‏

ولا شيء في قوله‏:‏ في كتاب لارتفاع الظاهر به في القولين‏.‏

والمعنى‏:‏ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا مكتوبا بتيسير ذلك على الله من قبل أن نبرأها‏.‏

ويجوز في قوله‏:‏ ‏"‏ من قبل أن نبرأها ‏"‏ أن يتعلق بما دل عليه ما تقدم قبل إلا فيكون المعنى‏:‏ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم من قبل أن نبرأها إلا في كتاب تيسير ذلك على الله‏.‏

ومثله قول الأعشى‏:‏ ولا قائلاً إلاّ هو المتعتِّبا ولا يمتنع هذا الوجه من أجل الفصل الذي وقع بين الفاعل وما ارتفع به بذلك لأنه مما يلابسه فلا يتنزّل منزلة الأجنبي منه‏.‏

ومع ذلك فالظرف أحمل للفصل من غيره‏.‏

انتهت الحكاية عن أبي علي وفيه غير سهو‏:‏ أما تشبيهه إلا بحرف النفي ومنع ما بعد إلا متعلقا بما قبلها كحرف النفي فليس كذلك‏.‏

ألا ترى قوله‏:‏ ‏"‏ وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة ‏"‏ فجر مقطوعة حملا على ما قبل إلا‏.‏

وقال‏:‏ ‏"‏ إنها بقرة لا فارض ‏"‏‏.‏

وقال‏:‏ ‏"‏ إنها بقرة لا ذلول ‏"‏‏.‏

ومسألة الكتاب‏:‏ مررت برجلين لا شجاع ولا جبان‏.‏

وأما قوله‏:‏ ‏"‏ من قبل أن نبرأها أنه متعلق بمحذوف حال وصاحب الحال إنَّ ذلك على الله يسير فهو فاسد كسرت إن أو فتحت‏.‏

أما الكسر فلأن ما بعد إنَّ لا يتقدم عليه لأن إنَّ تقطع ما بعدها مما قبلها‏.‏

وقد ذكرنا هذا في هذا الكتاب‏.‏

وأما فتح أنَّ فإنه لم يقرأ به وهو في تقدير المصدر وما في حيّز المصدر لا يتقدم عليه‏.‏

وقد وقعت هذه المسألة في عدة نسخ من التذكرة وليس فيه هذا الفصل الأخير‏.‏

وإنما وقع في تهذيب عثمان وهو يتكلم على مثل هذه الأشياء ولم يتكلم هنا بشيء فلا أدري كيف سها عنه مع وضوحه